إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
تفاسير سور من القرآن
87248 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله تعالى: إنما النسيء زيادة في الكفر

...............................................................................


.. بهمزة محققة، وقرأه ورش وحده عن نافع إِنَّمَا النَّسِيُّ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ بياء مشددة، وما زعمه بعضهم وقال به ابن جرير من أن قراءة ورش هذه عن نافع غلط، خلاف التحقيق؛ بل هي قراءة سبعية صحيحة لا كلام فيها.
قرأ بها ورش عن نافع إِنَّمَا النَّسِي زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ أبدلت فيه الهمزة ياء، ثم أدغمت الياء في الياء، كما يقرأ بعض القراء: النبيء بالهمزة، وبعضهم يقرأ: النبيُّ بتشديد الياء .
وقرأ قوله: يَضِل به الذين كفروا، قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة عن عاصم يَضِل به الذين كفروا بفتح الياء وكسر الضاد مضارع ضل يضل مجردا لازما.
وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا بضم الياء وفتح الضاد مبنيا للمفعول. أما قراءة يَضَل به الذين كفروا، و يُضِل به الذين كفروا فليستا سبعيتين .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو زين لهم سوء وعملهم بإبدال الهمزة الثانية واوا، وقرأه غيرهم من السبعة سُوءُ أَعْمَالِهِمْ بتحقيق الهمزة الثانية، هذه هي القراءة السبعية في الآية .

line-bottom